باسم صادق لجريدة الاهرام : «شىء» لينين الرملى يدهش طلاب جامعة المنصورة

باسم صادق لجريدة الاهرام : «شىء» لينين الرملى يدهش طلاب جامعة المنصورة

مقال الاستاذ باسم صادق بجريدة الاهرام :
«شىء» لينين الرملى يدهش طلاب جامعة المنصورة-
الحديث عن المؤلف الكبير الراحل لينين الرملى لا يحتاج إلى مناسبة خاصة كذكرى الميلاد أو الوفاة، فهو دائما الحاضر بيننا، المؤثر فينا بقدرته الطاغية على صناعة الدهشة بتفجيره لموضوعات بالغة العمق، صادمة التأثير من أفكار فى غاية البساطة، للدرجة التى قد لا تطرأ فيها على ذهن أحد، ومنها نص كتبه بعنوان «الشيء» والذى نال عنه فريق كلية الصيدلة جائزة أفضل عرض مناصفة مع عرض تأثير جانبى لفرق كلية العلوم فى مهرجان جامعة المنصورة المسرحي.
يُفاجأ مزارع بإحدى القرى الريفية بشىء مجهول الشكل والهوية فى أرضه، يحاول التعرف على الشىء بحواره مع ابنه أولا، ثم تتسع الدائرة لتشمل أصدقاءه، ثم معارفه، فجيرانه، ثم شيخ القرية، وتتسع الدائرة أكثر فأكثر ليصل الأمر إلى عمدة القرية فالمسئولين فى المدينة وهكذا، المفاجأة هنا ليست فى الشيء نفسه، ولكنها فى تفسير كل من هؤلاء لذلك الشيء، وهو ما يكشف عن المعتقدات والتقاليد الموروثة لأهل القرية، والتى تؤكد أننا نحكم على الأشياء من خلال موروثاتنا قبل التعمق فيها ومنح ذواتنا الفرصة لفهمها فهما جيدا، وقد التقط المخرج الشاب الواعد محمد الحضرى هذا النص المدهش ومنحه مزيدا من الدهشة بدراماتورج ورؤية إخراجية جاذبة تعتمد على منهج الجروتسك القائم على التشويه والمبالغة فى التفاصيل البصرية التى تمنح الدراما بعدا بصريا جماليا فى تناول الموروث دون تجاهل متعة الفرجة الشعبية، لذلك جاء عرضه بأداء جماعى ممتع فى كل عناصره، بدءا من التمثيل الذى تميزت فيه آية أشرف فى دور الابن محروس وهو اختيار متعمد خدم به المخرج رؤيته فى أن تجسد فتاة دور ولد، تأكيدا لفكرة التشويه والتناقضات والمبالغة، وكذلك محمد جمال وعمر منتصر وغيرهم، ثم أزياء وإكسسوارات لبنى المنسى التى اعتمدت على المزج بين الريفى والفانتازى والتضخيم الكاريكاتورى الهزلى، ثم ماكياج نوردين بحر الذى ضخم من ملامح الشخصيات، والإضاءة المنضبطة لعز حلمى والذى أضفى على العرض حالة عامة من الغموض المفعم بالبهجة، أما محمد طلعت مصمم ديكور العرض فهو أحد مكاسب المهرجان، لأنه حالة متميزة ونموذج يقتدى بين طلاب الجامعات، بما يمتلكه من حس تشكيلى ثرى رغم أنه طالب بكلية التمريض، ولكنه انجذب للتشكيل والديكور فدرس النحت والتشكيل والكاريكاتير والكوميكس والديكور بكل دأب فكانت النتيجة فوزه بجائزة الديكور الأولى عن ثلاثة عروض دفعة واحدة وهى الشيء، و130 قطعة، وتأثير جانبي.

كما برز من المخرجين أيضا محمد حسن مخرج عرض تأثير جانبي، زكى ثروت مخرج عرض ضيّ العوالي، محمد فرج مخرج عرض 130 قطعة، ومحمود محسن مخرج عرض فستان أبيض، فرغم أنهم ليسوا طلابا إلا أنهم يستحقون التحية لأنهم نقلوا خبراتهم إلى الطلاب فى تنفيذ المنظومة الإبداعية بإخلاص شديد.
والحقيقة أن مكاسب هذه الدورة من المهرجان الطلابى بشرية ولوجستية أيضا، ففى لقاء جمعنى ولجنة التحكيم د. نبيلة حسن ود. مصطفى سلطان ود. داليا خليفة مدير النشاط الفنى بالجامعة مع أ. د محمد عطية البيومى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب لمست شغفه واهتمامه الشديد بتطوير النشاط المسرحى والفنى بين طلاب الجامعة، ليس فقط بين الطلاب الحاليين، بل إنه مهموم بكيفية الربط بين الطلاب الدارسين والخريجين لاستمرار تواصلهم مع الجامعة، من خلال رابطة الخريجين التى أسستها الجامعة بالفعل، والمفاجأة أن هذا اللقاء قد أثمر عن تأسيس منتخب لفريق مسرحى من تلك الرابطة سيتم انتقاء أفضل العناصر منها بإشراف مخرجين محترفين لتشارك به الجامعة فى المسابقات المسرحية الرسمية المحلية والدولية، وهى فكرة صادقة تهدف إلى تواصل الأجيال وضمان الحفاظ على مجتمع مثقف واع قادر على صد هجمات الفكر المتطرف.

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
error

انبسسطت ؟ ادعمنا بـ ليك وشير بقى

RSS
YouTube
YouTube
fb-share-icon
Instagram
WhatsApp
FbMessenger