مقال عن مسرحية الحب فى زمن الكوليرا للدكتورة امال عثمان بجريدة اخبار اليوم

مقال عن مسرحية الحب فى زمن الكوليرا

للدكتورة امال عثمان بجريدة اخبار اليوم . السبت 23/7/20022

.. والحب في سوق العتبة!

الجزء الثاني من مقال الحب في زمن الكوليرا .. مقالي في أخبار اليوم غدا .

والحب في سوق العتبة! (2)

حينما ذهبتُ إلى مسرح الطليعة العريق، انتابتني صدمة كبيرة وأنا أحاول شق طريقي إلى المسرح، توارت البوابة خلف الملابس والأحذية والحقائب وغيرها من البضائع، لم أكن أتوقع أن أشاهد تلك العشوائية والهرج والفوضى التي تحيط المسرح من كل حَدَبٍ وصَوْب، وعربات الباعة الجائلين التي تطوقه وتحاصره من كل الاتجاهات، أهكذا وصل حال المسرح الذي شهد أهم التجارب المسرحية الطليعية، وتولى مسئوليته مجموعة من أهم المبدعين المسرحيين ممن أثروا ساحة الإبداع على مدى 60 عاماً؟!

سنوات طويلة لم تطأ قدماي تلك المنطقة، ولكنني ظننت – وبعض الظن إثم – أن الاحتفال بمرور ستة عقود على إنشاء مسرح الطليعة، وبعد تطوير المسرح وتجديده بهذه المناسبة التي تعكس كم كانت مصر تلاحق وتواكب الحركات الفنية والإبداعية الحديثة في العالم، أقول إن كل ذلك كان كفيلاً بأن يبعث الطمأنينة في قلبي، ويدفعني لاتخاذ قرارٍ جسورٍ بدعوة عدد من الضيوف العرب والمصريين، للاستمتاع معي بعمل مسرحي للكاتب “جابريل جارثيا ماركيز” أشهر كُتَّاب الواقعية السحرية، ومشاهدة عمل مسرحي مأخوذ عن روايته الأشهر “الحب في زمن الكوليرا”، وكم كنت أتوق لمشاهدة الرواية التي تدور أحداثها في نهاية القرن التاسع عشر، فوق خشبة مسرح اشتهر بتقديم أعمال تجريبية، وتجارب مسرحية طليعية.

والحق أقول أن العرض كان كفيلاً بأن يُذهب عني كل المشقة، والمعاناة التي تكبدتُها للوصول إلى المسرح، ويُنسيني أن الحب بات في زمن العتبة، وليس في زمن الكوليرا، وإن كان الفرق ليس كبيراً!!

وهنا أود الإشادة بمهندس الإضاءة عز حلمي، الذي أبدع في تصميم إضاءة شاعرية ملائمة لأجواء العرض وتطوره، ومتوافقة مع مشاعر أبطاله، وديكورات مينا رضا مصمم المناظر، ومصمم الاستعراضات محمد ميزوفي، وألحان وليد الشهاوى المستوحاة من الموسيقي اللاتينية، كذلك مصممة الأزياء مها عبد الرحمن التي أحسنت اختيار الملابس في ضوء ضعف ميزانيات مسرح الدولة، ونجح المخرج السعيد منسي في توظيف كل تلك العناصر لتجسيد رؤيته المسرحية.

يا سادة.. ألم يشفع التاريخ الحافل لهذا الصرح الفني الذي لعب دوراً بارزاً في الحركة التنويرية، لكي نحميه من طغيان الباعة الجائلين الذين يفترشون الطريق ببضائعهم حتى البوابة الرئيسية؟! إنها مأساة حقيقية تعيشها أهم الدور المسرحية في منطقة سوق العتبة، والغريب حقاً أننا نتساءل: لماذا انصرف الجمهور عن المسرح؟!

آمال عثمان

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial
error

انبسسطت ؟ ادعمنا بـ ليك وشير بقى

RSS
YouTube
YouTube
Set Youtube Channel ID
fb-share-icon
Instagram
WhatsApp
FbMessenger