اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى !!!
بقلم : ا/ نارد مصطفى
اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى !!!
بداية أحب أن أحى كاست العمل من أول المؤلف والمخرج / إسماعيل مختار إلى أصغر فنان فى الكاست وإن كنت أرى أنهم جميعا كبار .
اللى بنى مصر كان فى الأصل حلوانى !! أكاد أكون على يقين أن مخرجنا إسماعيل مختار كانت فى رأسه تلك المقولة وهو يكتب نص معسكر مصر الجديدة عندما اختار لبطل العرض اسم الحلوانى ” محمد الحلوانى ” ” هشام عبد الله ” الذى أدى دوره باقتدار وكان يتوهج كل ليلة عن سابقتها ومعه كاست العمل ، وعرض معسكر مسكر جديدة ليس عرضا مسرحيا خالصا ولكنه يجمع بين السينما والمسرح ” تياترو سينما ” وقد سبق وقدم المخرج الكبير جلال الشرقاوى عرض ينتمى إلى هذه النوعية ” انقلاب ” عام 88 بطولة نيللى وإيمان البحر درويش وحسن كامى وحسن الأسمر ورضا الجمال وتأليف / صلاح جاهين وموسيقى محمد نوح , الذى قدم بعد ذلك كمؤلف وموسيقى ومخرج مسرحية
” سحلب ” عام 92 بطولة حسين فهمى وسماح أنور وجمال إسماعيل وأشرف عبد الباقى وليلى فهمى .
نعود لمعسكرنا معسكر مصر الجديدة الذى يكفينا كاسم نلتف حوله فما أجمل أن نكون جميعنا فى معسكر أو خندق واحد كلا يبنى فى مصرنا الحبيبة حسب موقعه وتخصصه
” مصر الجديدة ” أو المدينة الفاضلة التى يتمناها كاتبنا ومخرجنا إسماعيل مختار وبرغم اتفاقى الشديد معه فى أن يكون الشباب هو من يبنى مصر الجديدة إلا أنى أختلف معه فى أن يكون المساجين هم اللذين يبنوا مصرنا الجديدة _ حتى ولو كانوا سجنوا ظلما أو فى تهم غير مخلة بالشرف ” كنت أتمنى أن يكون هناك شروط واختبارات للقبول فى معسكر مصر الجديدة التى نحلم بها جميعا .
تدور أحداث المسرحية حول الضابط محمد الحلوانى الذى شارك فى حرب 73 وفقد بعض رفاقه فى الحرب ودفنهم فى رمال سيناء وحتى هو يفقد جزء من جسده ” ذراعه ” من أجل استرداد الوطن ,و يصدم الحلوانى عندما يوقع السادات اتفاقية السلام مع العدو لدرجة أنه لم يعد قادر على التواصل مع الحياة وولا يستطيع اتمام مشروع زواجه من حبيبته وخطيبته ” حياة ” وكأن حياته توقفت !!! ويترك خطيبته وحلم السفر معها لفرنسا واستكمال حياتهما ويتجه للصعيد لرئيسه وصديقه عويس الأدهم ” (محمود الزيات) ويجده هو الآخر يعانى ويعيش وحيدا طرديا بعد رفضه الأخذ بالثأر ويقول له عويس : اعمل مصر الجديدة اللى بتحلم بيها يا حلوانى فيبيع ميراثه ويشترى قطعة أرض فى الصحراء يبنى عليها نواة مصر الجديدة الذى يحلم بها . وبعد صراع مع البيروقراطية يتم تنفيذ مشروعة وتكون حياة الإحصائية الاجتماعية فى المعسكر وذلك حتى تظل بالقرب منه , ويقوم باختيار مجموعة من شباب المساجين اللذين سجنوا فى تهم غير مخلة بالشرف ,ومن خلال الأحداث نعرف قصص بعض هؤلاء المساجين مثل ” وائل ” ( عصام مصطفى )خريج الخدمة الاجتماعية والذى لا يجد عملا يتناسب مع مؤهله العلمى فيعمل مندوب مبيعات ومعه زميلة له بينهما قصة حب وأثناء عملهما يتم التحرش بها وعند محاولته الدفاع عنها يتم اتهامه بالسرقة يسجن ويصاب بالتهتة ويهرب من مواجهة الناس ,
و”حسن ” ( أحمد عبد الهادى ) _قنبلة العرض المسيلة للضحك _وهو فلاح مصرى بسيط ثار على أهل قريته لإستلائهم على أموال الأوقاف فيدبروا له تهمة الاتجار بالمخدرات , وسارة ” سوزان مدحت ” التى تقوم بتسريب الامتحانات على الطلبة الفقراء بعد أن علمت بتسريبها لأغنياء الطلبة وكذلك الضابط “ناصر ” ( نائل على ) الذى يتم توريطه فى قتل أحد البلطجية داخل السجن وغيرهم , وكان هناك أناسا آخرون فى معسكر مصر الجديدة قد يكون البعض لم يلاحظهم ففى بداية العرض وبعد نزول التترات يقوم الأسطى ” فريد ” ( سامح سعيد ) بتوصيل بعض الركاب إلى المعسكر ( محمد دياب ومروة كمال ) كما أن ابن عويس الأدهم يأتى بارادته للمعسكر تنفيذا لوصية والده عويس الكبير بأن يحمل كتبه وزيه العسكرى ويذهب للحلوانى تاركا نفسه بين يديه ’ و ينجح مشروعه بفضل فكره وجهد الشباب وأفكارهم البناءة ويكون هناك رخاء ماديا بفضل إخلاصهم فى العمل ولإحساسهم بأن مصر الجديدة ملكا لهم وتكون هناك وديعة فى البنك بإسم مصر الجديدة مما يجعل زميله اللواء ” جبر ” معتز السويفى يطمع فى تلك الوديعة ويريد جبر أخذ جزء من الوديعة للصرف على حملته الانتخابية دون أن يفكر حتى فى ردها ولكنه يريد تسويتها على الورق فقط , وعندها يهدده جبر بغلق المعسكر وعدم زيارة الرئيس لهم تلك الزيارة التى كانوا ينتظرونها جميعا بحجة عدم رصف الطريق الذى يصل بين المعسكر والطريق العمومى وكان ذلك شرط الزيارة والذى كان يعلم به جبر منذ شهر مضى ولكنه لم يخبرهم به , وعندما يتم التعدى على وائل وابن عويس الأدهم من خلال البلطجية يتم غلق المعسكر ويعود الحلوانى إلى بيته مهزوما وسط طواحين الهواء التى تشكل ديكور منزله وتقوم حياة بمباشرة عمل الحلوانى ويقوم الشباب بكل إصرار برصف الطريق فى مدة خمسة أيام ويعود الحلوانى لمصره ” مصر الجديدة ” بعد اقناع ناصر وعم ” حسنى ” خضر نون ” الذى كان مجندا معه أثناء الحرب _ وأعتقد أنه من أفضل أدوار خضر _ وتستمر مصر الجديدة بفضل حلوانها وشبابها الذى أصبح فى حالة تنوير عبر عنها عز حلمى بإضاءته فجعلنا نشعر أن الإضاءة نابعة من داخلهم , وكان عز موفقا لدرجة أنك لا تشعر بوجوده وكم كان جميلا تلك الأشكال الذى كان يرسمها على شاشات العرض أثناء عدم استخدامها لعرض المشاهد السينمائية فيجعلنا نشعر أنها ترس يزيد من تقدم مصرنا وتارة أخرى نتخيل أن ذلك الترس تحول إلى ساقية ندور فيها دون فائدة خاصة عندما كان يحاول الرائع ” معتز السويفى فى سلب كل ما حققوه والاستيلاء عليه , وكم كانت المهندسة رامة فاروق موفقة فى ديكوراتها رغم استخدامها أكثر من مدرسة فى تصميم الديكور , فقد استطاعت فى مساحة قاعة مسرح الغد المحدودة فى خلق أكثر من لوكيشن وكم كان جميلا طواحين الهواء التى استخدمتها فى منزل الحلوانى وأعتقد أنه كانت سوف تكون أجمل لو كان هناك ميكانيزم يجعلها تتفكك عندما يعود الحلوانى لمعسكره فالحلوانى لم يكن يحارب أشباحا أو أعداء وهميين , وكم كانت موفقة فى اختيار اللونين الأصفر والأخضر فمصرنا صحراء نحلم بتحويلها إلى اللون الأخضر , أما عن أفيش العرض فقد كان فى حاجة إلى عناية أكثر فهو عنوان العرض !! وكذلك للأسف الشديد قلة الإمكانيات المادية جعلت من المشاهد السينمائية فى بعض الأحيان عبء على العرض بسبب المونتاج وعدم وضوح الصوت , الذى حرمنا من الإستماع بألحان وصوت / أحمد الحجار وكذلك العديد من المشاهد مثل مشهد التحرش بحبيبة وائل وهذا ليس عيبا فى مخرجنا ولكن عيب فى الإمكانيات ففى عرض انقلاب مثلا كان المخرج الكبير / جلال الشرقاوى ورغم كونه مخرجا سينمائيا كان يستعين بكاست أجنبى ونحن لم نكن نريد كاست أجنبى فعندنا من الكفاءات الكثير ولكنا نحتاج مزيد من الدعم المادى للصرف على المشاهد السينمائية والدعاية الجيدة للعرض وكانت من أجمل لحظات
استخدام شاشات العر ض هى لحظة فتح الفنانة عبير عادل فتح الباب على الشريط السينمائى ليفتح الباب وتخرج على خشبة المسرح وفى النهاية أحى جميع فريق معسكر مصر الجديدة وعلى رأسهم المبدع اسماعيل مختار وفريق التمثيل هشام عبد الله الذى أجاد خاصة فى لحظات الصمت ومعتز السويفى الذى أدى الشر بمنتهى الهدوء والبرود وجميع الكاست بلا استثناء سواء على خشبة المسرح أو المشاهد السينمائية وأخص بالذكر القنبلة المسيلة للضحك / أحمد عبد الهادى ورمزى السو الشهير بطارق شرف وخضر نون هاوى زيت الكافور وكذلك الزميلة العزيزة سوزان مدحت والتى فاجئتنى بأدائها الكوميدى عندما حلت بديلة لمنال عامر لسفرها .وشكرا لمعسكر مصر الجديدة ومسرح الغد